السلام عليكم ورحمة الله،
مرحبا بزوار ومتتبعي مدونة عودة في هذا الموضوع الجديد الذي أناشد فيه المدونين العرب بالعودة إلى مدوناتهم، والذين ليست لديهم مدونة ولديهم القدرة على إنشائها فاليفعلوا، وتكملة لموضوع سابق في المدونة: التدوين العربي مهزلة القرن الواحد والعشرين، والذي حاولت من خلاله توضيح بعض عيوب التدوين العربي ونتائجها السلبية عليه، أدعوك لقرائته قبل أن تبدأ هذا الموضوع.
قبل قليل، سرعان ماتعلمت بعض الأساسيات في HTML و CSS، حتى سارعت بالدخول إلى عالم التدوين، و بدأت في إنشاء مدونتك الأولى بهمة وعزم كبيرين، لكن فجأة، يسقط ذلك الحلم الكبير، لتضجر من التدوين قبل أن تصل حتى مائة تدوينة، مدونتك التي كنت تعتني بها فائق العناية وتسعى إلى تطويرها باستمرار منذ مدة تتراوح بين شهرين إلى 4 شهور كحد أقصى، تصبح اليوم مهجورة كليا، يبدو أن الملل تسرب إلى الداخل مسرعا، والصبر بدأ يفر من مكانه زاحفا.
أنا مررت مما أنت فيه أيضا، ولكنني أقسمت ألا أستسلم، وعندها فكرت مليا إن كنت على صواب أم لا، فاكتشفت مجموعة من الحقائق التي أكدت لي أنني على صواب، هذه الحقائق التي يجهلها معظم المدونين العرب، جمعتها من ذهني بتسلسل منطقي منذ الوهلة الأولى التي بدأت فيها بالضجر من مدونة عودة، لأعود سريعا إليها مع إصلاح بعض الأخطاء التي كنت ارتكبها، دعني أشاركها معك الآن، وأنا على يقين بأنك ستغير نظرتك تجاه التدوين العربي بعد التعرف عليها.
أولا بحثت عن سبب هذا الضجر، ومع أنه لايحتاج إلى بحث، فهو واضح كوضوح النهار، أنا أتكلم عن مشكلة الربح من التدوين العربي، فهذه هي المشكلة الوحيدة التي أصبحت تهدد المحتوى العربي على الأنترنت، فهي السبب الحقيقي لهذا الضجر، وهي بدورها لها أسبابها والتي تكمل فيما يلي:
1- عدم وجود الدعم والتشجيع لهذا العمل الذي تقوم به، وهذه من بين الأشياء التي يجب علينا نحن العرب ازالتها.
2- الشركات العربية التي تضع اعلانتها في الأنترنت قليلة ومعدودة على رؤوس الأصابع.
لذلك دعونا نكشف الستار عن الحلول الممكنة لهذه المشاكل:
أولا سأعمل على معالجة السبب الثاني، لذلك عملت مقارنة بين التدوين العربي والتدوين الأجنبي، مع العلم أن التدوين الأجنبي مربح جدا مقارنة مع العربي، فكان ماكتشفت هو أن الفرق في الزمن وهذه هي المعادلة التي توصلت إليها: ( التدوين العربي = التدوين الأجنبي - 10 سنوات )
يبدو أنك لم تفهم، سأرجع بك 10 سنوات نحو الوراء، وتحديدا في سنة 2005، في هذا الوقت المحتوى العربي على الأنترنت كان شبه منعدم، فيما كان المحتوى الأجنبي بحالة أقرب إلى حالة التدوين العربي اليوم، وهذا يعني أن كلا من المحتوى العربي والأجنبي في تطور مستمر، ويمكن تفسير هذا بعدد الشركات المعلنة، حيث نجدها كثيفة عند الغرب مقارنة بالشركات العربية، ولهذا فمن المتوقع أن تزداد الشركات العربية المعلنة على الأنترنت في غضون السنوات القادمة، والذي سينتج عن ذلك هو أنه بعد مرور 10 سنوات من الآن، أي في سنة 2025 سيصبح التدوين العربي مربحا جدا مقارنة مع حالته اليوم، اذن فالمسألة هي مسألة وقت فقط.
هي انتظر أنا لاأقول لك أن تترك التدوين الآن لترجع له سنة 2025، فمازال هناك سبب آخر لم نعالجه بعد، قد ترى أنه من المستحيل أن تعالجه لوحدك لأنه لا يتعلق بشخص أو شخصين، الأمر هنا يتعلق بأمة، ومع العلم بأن استعمال الانترنت في العالم العربي مازال ينتشر شيئا فشيئا، مما ينقص احتمالية وقوعك في هذه المشكلة، لكنك قد تقع فيها حتما، إلا اذا بدأت التدوين من الآن لتصبح مدونتك في غضون 10 سنوات مشهورة وتحضى بعدد وفير من الزيارات يوميا، ودائما يبقى المفتاح الوحيد للوصول إلى النجاح هو الصبر.
لقد حددت 10 سنوات كحد أقصى، لكن يمكنك أن تحقق مبتغاك في أقل من ذلك بكثير، فقط ثابر من أجله وستنجح، فحتى 10 سنوات تمر في رمشة عين.
أتمنى أن تكون قد استفدت من هذا الموضوع، هذه دراستي لتطور المحتوى العربي على الأنترنت، هي رسالة اكتبها لكل مدون عربي، لاتبخل علينا بالاعجاب، وشارك الموضوع مع من تجده في حاجة إليه وبالتوفيق للجميع.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق