سلسلة مطور[ 2 ]: كيف أُصبح مُطوّر ويب؟

قبل أسبوع كنت قد قمت بافتتاح سلسلة مطور، وعلمت أن السؤال الذي تبادر إلى ذهنك هو: كيف تصبح مطور ويب؟ لذا قررت أن أجيبك من خلال اصدار العدد الثاني من سلسلة مطور.

عندما تريد الدخول في عمل ما، سواء تعلق الأمر بالويب أو بأي شيء آخر، فأول شيء يتبادر إلى ذهنك هو ماهي الأدوات التي سأحتاجها لخوض غمار هذه التجربة؟ وهذا أمر طبيعي، فكما أن عامل البناء يحتاج إلى أدوات البناء في عمله، والفلاح يحتاج أدوات الفلاحة، ...، فمطور الويب أيضا يحتاج أدوات تساعده على القيام بعمله، بل بدونها لا يمكن أن تعمل كمطور ويب، مما يجعلها الأساسيات والمرجع الرئيسي لتطوير الويب، وهذا ما جعلني أبدأ بهذا الموضوع في مقدمة السلسلة.

أولا لنتفق معًا على مُكونات صفحة الويب، فهي تتكون أولًا من لغة الهيكلة الأساسية HTML، لغة التنسيق CSS، بالإضافة إلى لغات برمجة مثل جافا سكريبت. 

كل ما سبق هو فقط يمثل ما يتم تنفيذه على جهاز المُستخدم، فهو يتأثر بشكل أو بآخر بنوع المُتصفح، سرعة المعالجة على الجهاز وبطاقة الرسوميات في بعض الأوقات.

إضافة إلى ما ذكرناه، فمُكونات صفحة الويب تمتد لتشمل لغات البرمجة على الخادم Server أو ما تُسمى بـ Server Side وهي بحد ذاتها بحر مُنفصل وواسع.

إذًا، كيف أُصبح مُطوّر ويب؟

ببساطة فكل ما عليك فعله هو اتقان ما تم ذكره في مكونات صفحة الويب، وحتى أسهل عليك الطريق، فيجب أن تبدأ بتعلّم لغة HTML فهي المسؤول الأول والأخير عن ظهور صفحة الويب، وطريقة تموضع العناصر الموجودة بداخلها.

من خلال هذه اللغة تتعرّف على الأقسام الرئيسية لكل صفحة ويب، فضلاً عن مُكونات كل قسم أو ما يُعرف بالوسوم Tags.

بعد اتقان عناصر صفحة الويب أنت بحاجة إلى أداة لتنسيق هذه العناصر وهنا يأتي دور لغة CSS، ومن خلالها يُمكنك التحكم بأي عنصر وخصائصه مثل لون الخط، حجمه، نوعه فضلًا عن تموضعه داخل الصفحة وما إلى ذلك.

أخيرًا، يأتي دور لغة جافا سكريبت وهي لغة برمجة تُكمّل اللغات السابقة. أظن أنه قد سبق لك أن أدخلت كلمة مرور خاطئة أو تركت حقل فارغ فظهرت لك نافذة مُنبثقة تُخبرك أن هناك مُشكلة؟ هذه باختصار هي لغة جافا سكريبت.

مهلا انتظر لحظة، فليس هذا كل شيء، مازلنا لم نتكلم بعد عن البرمجة الخلفية. فهذا مايميزك عن مصمم الويب، آسف كان علي أن اذكر هذه المعلومة في البداية، فقط أود أن أُعلمك أن هناك فرق بين مصمم ويب ومطور الويب، حتى لا تخلط بين الاثنين، بحيث نجد مطور الويب يتقن البرمجة الخلفية فيما يكتفي المصمم بHTML و CSS و جافا سكريبت.

لكن ماذا تعني البرمجة الخلفية؟

سؤال وجيه، سأعطيك هذه الإجابة مع أنها غير مباشرة لكنها تفي بالغرض.

عند إتقانك للغات السابقة فستصبح قادرا على إنشاء صفحات ويب تفاعلية إلى حد ما، لكن المعلومات المتوفرة بداخلها ثابتة أو مُتغيّرة لكن بنسبة صغيرة جدًا، لذا في هذه الحالة أنت بحاجة لإتقان إحدى لغات البرمجة على الخادم.

لغات البرمجة في هذه الجهة كثيرة جداً، لكن سأعرفك على أبرزها و هي PHP أو ASP.NET من مايكروسوفت، إضافة إلى لغتي بايثون و روبي فهي من اللغات القوية جدًا والتي تُعتبر حديثة نوعاً ما لكن بساطتها سمحت لها بالانتشار الكبير.

مازلنا لحد الساعة لم نذكر مخزن البيانات، فالبيانات في أي موقع هي من أهم العناصر، فموقع بحجم فيس بوك على سبيل المثال يحتوي على مليارات المعلومات التي تتم مُشاركتها يوميًا، لذا لا بد من توفر وسيلة لتخزين البيانات عليها.

من المسؤول عن تخزين البيانات؟

قواعد البيانات بأنواعها المُختلفة هي الوسيلة المُفضلة لتخزين البيانات أيًا كان حجمها، و من أهمها نجد Mysqli التي تدعمها لغة PHP بشكل افتراضي،MariaDB التي بدأت تأخذ حصّة كبيرة في السوق، بالإضافة إلى SQLite التي تستخدم أيضًا لتخزين البيانات داخل الأجهزة الذكية، وأخيرًا SQLServer من مايكروسوفت.

يُمكنك أيضاً الاستعانة بملفات XML وهي لغة تُشبه HTML لكنها قابلة للامتداد أو بمعنى آخر يُمكنك تمثيل البيانات بداخلها بالوسوم التي تُريدها ولست مُضطرًا لاستخدام وسوم مُحددة كما هو الحال في HTML.

لابد أنك تعيش أزمة نفسية بعد أن تعرفت على هذه الأدوات، لكن تق بي فهي بسيطة للغاية، لن تمضي أكثر من شهرين في تعلمها وعندئذ ستدخل مدينة تطوير الويب من أدرع أبوابها. فقط ما تحتاجه هو الصبر والعزيمة والإرادة.

وحتى لا تبقى منشغلا بالبحث عن هذه اللغات وطريقة تعلمها، سأطرح عما قريب العدد الثالث لسلسلة مطور، والذي سيتمحور حول أهم المنصات العربية والأجنبية لتعلم كل هذه اللغات، ريثما تضع مخططا زمنيا لبداية عملك. بالتوفيق ومع السلامة.

لقد تم إطلاق العدد الثالث من سلسلة مطور:  5 مصادر ذهبية لتعلم تطوير الويب